/ صفحه 263/
محمد بست سنين، ولم يمض عليهم بعد ذلك قرنان حتى استأنسوا بجميع الكتب العلمية اليونانية وقدروها قدرها الصحيح".
إلى أن قال:
"ولو أردنا أن نستقصى كل نتائج هذه الحركة العلمية العظمي، لخرجنا عن حدود هذا الكتاب، فإنهم قد رقوا العلوم القديمة ترقية كبيرة جداً (تأمل)، وأوجدوا علوماً جديدة لم تكن معروفة قبلهم".
إلى أن قال:
"إن نتائج هذه الحركة العلمية تظهر جلياً بالتقديم الباهر الذي نالته الصناعات في عصرهم، فقد استفادت منها فنون الزراعة في أساليب الرى والتسميد، وتربية الحيوانات، وسنن النظلم الزراعيه الحكمية، وادخال زراعة الأرز وقصب السكر والبن. وقد انتشرت معاملهم ومصنوعاتهم لكل نوع من أنواع المنسوجات كالصوف والحرير والقطن، وكانوا يذيبون المعادن ويجرون في علمها على ما حسنوه وهذبوه من سبكها وصنعها. وإننا لندهش حين نرى في مؤلفاتهم من الأراء العلمية ما كنا نظنه من نتائج العلم في هذا العصر. الخ الخ"
وقال العلامة (جيبون) المؤرخ الانجليزى المشهور عند ذكره للرعاية والحماية التي بذلها المسلمون للعلوم:
"كان من أثر تنشيط الأمراء المسلمين للعلم أن انتشر الذوق العلمى في المسافة الشاسعة التي بين سمرقند وبخارى إلى فاس وقرطبة. ويروى عن وزير لأحد السلاطين أنه تبرع بمائتى ألف دينار لتأسيس جامعة علمية في بغداد، ووقف عليها خسة عشر ألف دينار سنوياً، وكان عدد طلبتها ستة آلاف لا فرق فيهم بين غنى وفقير، الخ الخ".
وقال العلامة (سِدِيُّو) أحد وزراء فرنسا في كتاب (تاريخ العرب):
"كان المسلمون في القرون الوسطى متفردين في العلم والفلسفة والفنون الجميلة، وقد