/ صفحه 261/
الشعور فيزيدوا قوتهم، ويبذلوا كل جهدهم لتكوين أنفسهم وإعلاء كلمتهم واستقلالهم بأنفسهم، وادخار القوة لمكافحة القوة.
لقد فتح الإسلام كما فتحت المدينة الحديثة، ولكن كان أساس فتحه نشرَ العدل والأخذ بيد المفتوحين، والرقى بهم في سلوكهم وأخلاقهم ودينهم، وأن لأهل الذمة من الحقوق ما للمسلمين، ولكن الفتح الغربى فتح جباية واستغلال، لا فتح سمو في الأخلاق، ولا نشر لمباديء إنسانية، ولا أخوة عالمية، لا شيء من ذلك، إنما هو فتح لأسواق تجارية، واستعباد من القوى للضعيف، ومن العالم للجاهل.
فليفتح المسلمون أعينهم ليروا كل هذا وليبنوا خططهم على أن لا أمل إلا في أنفسهم، وإلا ببذل كل الجهد في تقويتهم مادياً وروحانيا، وإلا بجمع كلمتهم ووحدتهم وهدم تفرقهم وتعاونهم التام للعمل أمام الخصم
الذي يسعى للتنكيل بهم، ووضع العراقيل في سبيل تقدمهم، والله يوفقهم؟
الشخِصّيَة المَحمدَية