/ صفحه 251/
"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات".
"و ما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور".
وجاء في السنة: "تعلموا العلم ولو بالصين".
"تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعلميه لمن لا يعلمه صدقة".
ارتفع بالعلماء حتى سماهم أهل الذكر وأولياء الأمر، يسألون فيما يختلف فيه الناس، ويرجع إليهم الحاكمون والمحكومون على السواء.
وبلغ من حبه للعلم والتعلم أن جعل فداء من يقرمون ويكتبون من أسرى "بدر" أن يعلم كل واحد منهم عشرة من أبناء المسلمين في المدينة القراءة والكتابة في وقت كان الإسلام فيه أحوج ما يكون للرجال والمال.
جعل أمر الناس شورى فيما بينهم، بعد أن وضع قواعد عامة ومباديء عليا صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان. وترك للعقل الإنسانى بعد ذلك ـ فيما عدا قليلا من التشريعات التفصيلية ـ حرية الحركة والعمل في كل العصور والأزمان.
فجاء في القرآن الكريم " وأمرهم شورى بينهم" "شاورهم في الأمر".
وأوجب طاعة هؤلاء وطاعة أولى الأمر مالم يامروا بما يخالف أمر الله أو نهيه. (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم). وفى الحديث (السمع والطاعة حق على المرء فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) و(إنما الطاعة بالمعروف).
بذلك كله ـ وكله نهوض بالعقل الإنساني، نهوض بالمراأة والرقيق، تسوية شاملة بين أفراد الجنس البشري، لا يفترق فيها فرد عن فرد لدينه أو لقومه أو لونه ـ أوجد الإسلام ديمقراطية عالمية، مخالفة لتلك الديمقراطيات المحلية التي ألمعنا إليها سابقا، ونفذها بين الجماعة.
أرأيت كيف كان محمد (صلى الله عليه وسلم) منفذاً لأوامر ربه، ومسوياً بين الأشراف والأرقاء؟.