/ صفحه 245/
عليه، ويعلوا شديد اغتباطهم بتوفيق الله فيه، فقد ائتلفت عليه قلوب أرباب المذاهب المختلفة في شتى البلاد السلامية إعجلبا وحبا، وقبولا ور ضي، وما تزال تأتينا الرسائل من أهل العلم والفضل ممعنة في الثناء عليه، والتشجيع على المزيد منه،
وأول محاسن هذا التفسير، أنه إلى عناته الكبرى بإبر از الموضوعات الهامة في النواحى العلمية والخلقية والاعتقادية والاجتماعيه، ‌يعرض السورة القرآنية أمام أنظار القراء عرضا يمكنهم من استجلاء عضمتها، ومجاراتها في أهدافها وأغراضها، وتذوق أسلوبها ومنها جها الذي رسمته لبيان هذه الأغراض، والوصول إلى تلك الأهداف، دون أن يشغلهم بما تعود المفسرون في اقديم والحديث أن يشغلوا به قراءهم من الخوض في الموضوعات التي تخرج بالقرآن في كثير من الأحيان عن وضعه الذي أنزله الله عليه، وتلوى العقول والأفهام عما فيه من هدى وبيان.
ولذلك يترجم هذا التفسير في العالم الإسلامى نقلا عن هذه المجلة إلى ثلاث لغات: الفارسية والتركية والانجليزية، يترجمعه إلى كل منها علماء ندبوا أنفسهم لذلك تقديرا له، وإعجابا به.
وكان آخر ما جاءنا في الثناء عليه كتابٌ أرسله العلامة الكبير الشيخ مرتضى آل ياسين من كبار علماء النجف الأشرف يقول فيه:
"و أن كتمتكم شيئا فلا أكتمكم إعجابى ببحوث التفسير التي تنتجها يراعة العلامة شلتوت، فانى أنتهز لها فرصة الفراغ من أعمالى فأستوفيها مطالعة ومراجعة، متمنيا لفضيلته اطراد التوفيق، لمواصلة هذه البحوث القيمة، بهذا الأسلوب الرائق الرصي، ولو لم تتكشف "رسالة الإسلام" إلا عن هذا الوسام الممتاز الذي تحمله على صدرها، فتظهر به أمام قرائها؛ لكفاها مخفرة تعتز بها في مجالى العز، وترفع بها رأسها عاليا حين ترفع الرءوس".
ونحن نضم دعاءنا إلى دعاء فضيلة العلامة المرتضي، فنسأل الله أن يعين أستاذنا الجليل، على استكمال هذا التفسير البارع الفريد، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات؟