/ صفحه 241/
المستغفرين بالأسحار". "الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".
وبعد أن تركز السورة هذين المقصدين: المقصد الأول الذي يتعلق بالألوهية وبيان الحق في الدين والرسالة. والمقصد الثانى في بيان العلة التي أعمت من أعت، وأصمّت من أصمت عن قبول الحق والاستجابة لدعوته، وهى علة الغرور بالمال والولد، وتستنفد في هذين أكثر من نصفها؛ تتجه إلى جماعة المؤمنى الذين جمعهم الحق، وتكوّنوا على أساس من الرحمة بالخَلق، فتحذرهم أن يتأثروا لشيء من خطة هؤلاء المعاندين في أفانين حيلهم وباطل شبههم والاغترار بمتاع الحياة، وتطلب اليهم أن يعتصموا بحبل الله وأن يذكروا الأخوة التي ربطت بين عواطهم، ثم تأمرهم بوسيلة ذلك كله، وهو التضامن الاجتماعى في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حتى تدوم لهم وحدتهم وتستقر دولتهم يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين" يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذ كم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى اخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جائهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم، يوم تبض وجوه وتسود وجوه".
ثم تضع السورة لهم في جانب ذلك ما ينبغى أن يسلكوه في علاقتهم بغير المؤمنين ما يباح منها وما لا يباح: "يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون"
نسير بعد ذلك مع السورة فنراها تركزه هذه الأصول عند المؤمني، وتلفت