/ صفحه 222/
وها نحن إولاء وقد انتصف القرن العشرون، نجد أنفسنا على فوهة بركان، إن يكن اليوم هادئا فقد يثور غدا، ونحن بين حرب تهددنا، وسلام قد ننعم فيه، بما لم ينعم به إنسان من قبل، بل نحن على مفترق طريقين: إما أننا سهندم أنفسنا بأنفسنا، إما أننا سنحظى بمدنية لم نشهد لها مثيلا.
سؤال آخر يتبادر إلى الذهن هو: هل ينتقل العالم في هذا العصر النووى الجديد من العصر الرأسمإلى إلى عصر اشتراكي، كما انتقل خلال العالم الألكترونى السابق، والذي استخدم فيه الكهرباء من العصر الإقطاعى إلى العصر البرجوازى الرأسمالي؟ وجوابنا على ذلك: أننى اعتقد أن هذا حادث فعلا، وأن تمة تطورا من الرأسمالية إلى الاشتراكية، سيصل إليه البشر بصفة فعالة إذا لم تحدث قبل ذلك حرب نووية، تعتمد على القنابل الذرية وعلى ما هو حادث اليوم من تسلسل في نواة البليتوونيوم أواليور انيوم 235، أو تعمد على قنابل "هيدروجينية" يحدثها الإنسان بتحويل " الهيدروجين" إلى "هيليوم" مارا بالكربون، كما هو حادث في الشمس، وكما هو معروف في سلسلة بيث المشهورة.
وكل ما نرجوه أن يحدث هذا التطور دون عنف، وأن يتم هذا التغيير في هدوء، عندئذ تحظى غالبية الناس بالكثير من النعيم الذي لا يحظى به الآن إلا قليل منهم.
وإنى لممن يعتقدون أن الفضل في هذا سيكون لما يعرفه العلماء اليوم من معارف لها أهميتها عن حقيقة نواة الذرة وإخراج ما بها من طاقة لصالح الإنسان فيومئذ تقل ساعات العمل، وتصبح الطاقة أداة نافعة تحت تصرفنا، بل خادما متفانيا في سبيل تقدمنا ورفاهيتنا، ونصل إلى عهد نطمئن فيه إلى زوال كثير من الأسباب التي تؤدى في العادة إلى الحروب.
لقد أضحت صحيفة نواة الذرة اليوم من الصحائف العلمية الممتازة، والأدبية النادرة في الوقت ذاته، وأضحى للنواة اليوم أدب يستهوى المفكرين، وإنه لمن الواجب