/ صفحه 21/
قانون التوازن بين الشرق والغرب
أين هو وكيف يكون؟
لحضرة صاحب المعالي
السيد محمد رضا الشبيبي
رئيس المجمع العلمي بالعراق
إن فقدان التوازن بين الشرق والغرب في مختلف شئون الحياة من الأمور البديهية التي لا تحتمل الجدال، فالغرب الآن في أوج قوته، والشرق في حضيض استخذائه، ولا مطمع لأكثر الشرقيين في مجاراة الغربيين من حيث مظاهر رقيهم المادي، وهو رقي منشؤه تفوقهم في الصناعات الآلية، وفي الفنون العملية، فالغربيون الآن يسيطرون على الشرق، وهم يقيمون فعلا كل العقبات والحواجز التي من شأنها عرقلة نهوضه وتقدمه في شتى نواحي الحياة، فنحن الآن مغمورون بطوفان الصناعة الغربية.
وها هو ذا الخطر محدق بما بقي من كيان الحضارات الشرقية من جزاء اتصالها بمظاهر الحضارة الغربية.
لقد كانت العزلة فيما مضي سياجا احتفظت فيه حضارات الشرق، والحضارة الإسلامية خاصة من بينها، بميزاتها وخصائصها الروحية، وأما الآن فلا سبيل إلى للعزلة، بل لا بد من الاتصال شئنا أم أبينا، أي سواء أكان هذا الاتصال إجباريا أم اختياريا، فإن فنون النقل الآلية ألغت المسافات، وجعلت من القارات المتباعدة قارة واحدة.