/ صفحه 186/
لَوْلاَ الْقُدمَاءْ
كتبت إلينا جماعة نشر الكتب القديمة التي تألفت في النجف، طالبة أن نرسل إليها بحثها من جماعة التقريب لينشر في الكتاب الذي اعتزمت إصداره كمقدمة لمشروعها الجليل "سلسلة الآثار" وقد عهدت اللجنة الثقافية للتقريب بكتابة هذا المقال إلى فضيلة الأستاذ الشيخ محمد محمد المدنى السكرتير العام المساعد للجماعة، وعضو لجنتها الثقافية: ولعل هذا الوقت الذي حاولت فيه بعض الأقلام أن تغض من شأن القدماء هو أنسب الأوقات لنشره، وهذا هو:
نسمع بين حين وآخر صيحات من الشباب والكهول في البلاد الإسلامية، تدعو إلى التجديد ونبذ القديم، وتصف ما بين أيدينا من الكتب العلمية والأدبية والتاريخية، وكتب الحديث والرواية والفقه والأصول والبلاغة والنحو وما إليها بالتعقيد أحيانا، وبالغموض إحيانا، وبالا ضطراب أحيانا، وإنها كتب لا تناسب العصر الحديث، ولا تلائم أذواق أهله، وتضيع وقت طلابها في بحوث جدلية، وخلافات عرضية، لا طائل تحتها، ولا ثمرة تبتعى من ورائها.
نسمع هذه الصيحات متوالية على صفحات المجلات أحيانا، وفى المعاهد والكليات أحيانا، وفى النوادى العلمية، وعلى ألسنة المحارضين والخطباء، وكل متصدر لدعوة إصلاحية ـ بزعمه ـ يندفع إليها دون بحث ولا روية، أو يريد أن يستهوى بها