/ صفحه 183/
مذهبا أدبيا ينشط في الدعاية له وفى العمل به مثقفون يملكون كثيرا من وسائل الدعاية والنشر، وقد أنقل بعض العبارات يستدعيها الكلام، لا أريد أن أرد على صاحبها بالذات، وإنما أريد ناحيتها العامة التي تمس جوهر الموضوع، وسأحتفظ بالمراجع لنفسي، إمعانا في التبرى من الاهتمام بالقائل، ومن العناية بالرد عليه.
هذا واحد منهم يقول:
"إذا قلت لك إن الشعر العربى القديم كان في جملته شعر "السطوح الخارجية" للنفس والحياة، فلا تحمل هذا القول على التعصب للحديث والوقوف إلى جانبه إن أمامك هذا اشعر، فراجع فيه نفسك، واستشرفى حقيقته ذوقك وحسك، إنه شعر يشعرك بفراغ " الوجود الداخلي" عند قائليه، لأنهم كانوا يعيشون خارج "الحدود النفسية" في الكثير الغالب من الأحيان، فاذا عادوا إلى تلك الحدود، فتغلبوا على مشكلة "الصدق الشعوري" قامت في وجوههم مشكلة مشكلة أخرى هى مشكلة (صدق الفني) وهنا مطرق الطريق بين المشكلتين الرئيسيتين مشكلة "الأداء النفسي" ومشكلة " الأداء اللفظي" في معرض الموازنة بين الشعر العربى الحديث، والشعر العربى القديم".
ويقول في موضع آخر:
"على هذا الأساس سار الشعر القديم، يبارك خطواته النقد القديم، ذلك لأن الأجيال قد دأبت على أن تخلق أبناءها في ميدان الفن من طينة واحدة، وأن تصوغ ملكاتهم من معدن واحد: يقف الشاعر عند " الهياكل العظمية" للألفاظ، ويقف معه الناقد؛ وغاية الفن عند هذا وذاك، أن يطلب الأول إلى صاحبيه أن يقفا لحظات ليبكيا معه، وأن يشير الثانى إلى أنه قد بلغ القمة، لأنه وقف واستوقف، وبكى واستبكي، أو لأنه مثلا، قد وفق إلى تشبيه شيئين بشيئين في بيت واحد!" أ هـ بنصفه.
هذا كلام واضح بنفسه، ليس في حاجة إلى تعليق ولا تعقيب، وما بى أن