/ صفحه 164/
فرصة سانحة
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير
الشيخ محمد تقي القمي
السكرتير العام لجماعة التقريب
تسنح الفرص نادراً، وتمضي سراعاً، والسعيد من ينتهزها ويفيد منها. وما الفتوحات إلا فرض اغتنمتها الأمم، وما أبطال التاريخ إلا رجال لم تفلت منهم الفرص.
واليوم تسوق العوامل الكثيرة المتضافرة والمؤثرات العظيمة القوية، فرصة لا مثيل لها، يمكن بانتهازها توطيد القوة الهائلة الكامنة في الإسلام وإبرازها إلى حيز الوجود.
فأمام العالم الإسلامي الآن فرصة في ميدانين : ميداني السياسة والأخلاق.
أما في ميدان السياسة : فالعالم ينقسم إلى معسكرين، كل يريد أن يضم إليه أكبر عدد من الأمم، وكل يريد أن يجر إلى صفه في الجامعات الدولية، أكبر عدد من الأصوات، ببذل الوعود، وتخفيف الضغط، ومنح الاستقلال؛ وهما يتصارعان في معركة يعتبرانها حيوية، يبذلان في سبيلها كل ما في الطوق. وهذا ما دفع بكليهما إلى مصانعة الشعوب الصغيرة وملاينتها، مع أن البطش بها والتعسف معها كانا سنة الجميع إلى الأمس القريب.
ثم إن تسابع المعسكرين في التسلح، وما ينفقان في هذه السبيل ؛ وما تتطلبه حاجات شعوبهما الجائعة، ومحاولة إصلاح ما دمرته الحرب، ومعالجة الضعف المالي، وانعدام الأسواق لنتجاتهما، والأزمة الاقتصادية السائدة، كل هذا