/ صفحه 140/
الموضوع الرابع: ما يجب على البلاد الإسلامية أن تقوم به لنضهتها ورفع مكانتها، استجابة لأحكام القرآن الكريم، وسنة الرسول الأمين، ومجاراة للتقدم العصرى الذي رفع البلاد الأجنبية مكانا عليا، وجعلها تسيطر على حظوظ غيرها من البلدان.
بينا فيما سبق حالة البلاد الإسلامية، وأن مستوى الفرد لا يسر ولا يرضى وذلك لنبين الفرق بين حالته وحالة الأ وربى والا مريكي، وأن الذي رفع شأن هؤلاء هو العلم الذي أوصلهم إلى درجة ممتازة في الاختراع والاكتشاف، وفن الاقتصاد الذي هداهم الى استغلال مواردهم، وسعيهم في استغلال غيرهم، ولسنا نطلب أن ينقلب أهل البلاد الشرقية بين يوم وليلة الى مكتشفين ومخترعين لطائرات تسابق الريح، وغواصات تجرى في أعماق البحار، وكهرباء، وعلوم كيماوية سخروها لكل شيء حتى أدوات الهلاك والدمار، وإنما نريد منهم أن يغذوا السير في الطريق القويم، وأن ينفضوا غبار الماضي، ويبدءوا بالتعاون الوثيق فيما بينهم أفرادا وحكومات وأمما وجماعات، وأن يتبادلوا المنافع وينبذوا الأهواء الشخصية، والمطامع الذاتية، ليحققوا أوامر دينهم وأحكام شرعهم الذي جعل المؤمنين إخوة، وأمرهم بأن يتعاونوا على البر والتقوي، ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان، ونهاهم عن التنازع حتى لا يفشلوا، وتذهب ريحهم، وأن بفهموا بأن الخطاب موجه للمجموع لا للفرد، وإلا لما تحققت معاني، ولا تمت مدلولاته ومراميه، فالواجب يقضى بألا تقتصر الدعوة مثلا على تبديد الخلافات المذهبية بين الأمم الإسلامية، وإنما يجب أن تتناول الدعوة كذلك التعاون الفعلى في أمورهم الاقتصادية، ومصالحهم المعيشية، وقد قال تعالى: "وجعلنا كم شعوبا وقبائل لتعارفوا" ومتى تعارفوا تآلفوا، فان الأرواح جنودمجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فيجب أن يتبادل أهل كل بلد مصالحه بمصالح البلاد التي تجمعه بها الأخواة الإسلامية، والرابطة الدينية،