/ صفحه 138/
ورائه الخير الكثير تحقيقا لقوله تعالى: ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) . وقوله جل جلاله: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .
***
الموضوع الثالث: مرامى السياسة الامريكية والأوربية نحو البلاد الشرقية: نقصر الكلام على سياسة هذين الجانبين نحو البلاد الشرقية، لأنهما راغبان في توثيق العلاقات مع بلاد الشرق.
وطبيعى أن ندع الكلام جانباً عن سياسة السوفيت الشيوعية، فمن الموثوق به أن البلاد الإسلامية تأبى قبول النظم الشيوعية، وتنفر من سياستها ولا تستسيغها بحكم عقائد أهلها الدينية، وعوائدهم المرعية، والدول الأجنبية تدرك ذلك حق الإدراك، وقد أشارت الصحف الى أن الفاتيكان يحبذ سياسية التقرب والاتصال بالدول الإسلامية ليتعاون أهل الأديان السماوية على مناهضة الشيوعية ومحاربة مبادئها الهدامة التي تقضى على حرية الفرد والعقيدة، وتؤدى الى تفكيك الأسرة وهدم نظام المواريث، وتدعو الى اضطهاد رجال الدين، والى الإلحاد، وقد أصبحوا يجاهرون بضرورة الاعتماد على مبادئ الدين الاسلامى وسلامة تعالميه، ففى ذلك قوة لهم لمحاربة الشيوعية التي أصبح شرها مستطيرا، ووباؤها خطيرا، يدفع معتنقها الى إثارة الفتن والاضطرابات لتعطيل المصالح القومية والمرافق العامة التي يتوقف علهيا نظام العمران وسلامة الدول وراحة الأهلين.
أما فيما يتعلق بالسياسة الامريكية والأوربية فيجب أن نشير الى أننا لا نقصد الكلام على ما يراد من معاهدات صداقة وإقامة، أو تجارة أو معاهدات سياسية وعسكرية يكون مدارها المساواة، وصيانة حقوق كل بلد، وسيادته، ومعاملة أهله معاملة الند للند، كما يجرى الحال مع أى بلد أوربي، فتلك واجبات الحكومات وكل حكومة تعرف كيف تصون مصالحها، فإنما الذي نخشاه ونريد لفت النظر إليه: هو السياسة الخادعة التي يكون مظهرها التعاون، وباطنها تسخير الأهلين،