/ صفحه 75/
أي منافس لها فيها، ولتجعل منها مزرعة تدر عليا النعمة، وسوقاً تجني منها الربح وفي ظل الحكم البريطاني زادت أسباب الخلاف بين المسلمين وغير المسلمين، واستغلت بريطانيا ذلك لأنه وسيلتها في تثبيت سلطانها، وقاسى المسلمون قسطاً وافراً من الاضطهاد لأنهم قاوموا سيادة الانجليز عليهم، ولأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم دون غيرهم، أصحاب الحق الشرعي في البلاد. وفي ظل الاستعمار الانجليزي ايضاً انتشرت المسيحية وزاد الاهتمام بالديانة الهندوكية، ونشطت حركة التبشير بين المسلمين وقد لفت هذا كله نظر زعماء مسلمي الهند فحاولوا القضاء عليه بالتفاهم والتعاون ولكنهم فشلوا في ذلك، فاتجه تفكيرهم إلى ضرورة تكوين دولة اسلامية مستقلة.
ومن المؤسف أن محنة الاستعمار لم تقنع جميع الهنود بالتفاهم والاتحاد، ولم يكن الزمن الطويل بكاف للقضاء على ما بين المسلمين والهندوكيين من خلاف ولا على ما بين الهندوكيين والسيخ من فروق، ولم تكن انجلترا نفسها راغبة في أن تخف حدة الخلافات الطائفية والمذهبية محافظة على مصالحها الخاصة في الهند، وظن المسلمون أنهم هالكون لو خلّى الأمر للهندوكيين، وطاف ذلك الظن بعقول الهندوكيين أيضاً، وقد تأثرت حركات الهند الاستقلالية بتلك الحركات المليئة بكثير من الحذر والارتياب فأضعفت تلك الحركات، أو جعلت نصيبها الفشل المحقق.
وعند ما قام حزب المؤتمر للمطالبة بمنح الهند استقلالا داخلياً، نهض المسلمون في أول الأمر يؤيدون الفكرة برغبة قوية واخلاص شديد، ولكن تعنت متطرفي حزب المؤتمر وتعصبهم الأعمى ضد المسلمين جعل هؤلاء يعيدون النظر في موقفهم ورأوا أن مستقبلهم سيكون مأساة مليئة بالأحزان إذا ما استقلت الهند داخلياً وسيطر عليها الهندوكيين. ومنذ تلك اللحظة استقر رأى زعمائهم على تكوين حزب يدافع عن مصالحهم ويطالب في الوقت نفسه باستقلال الهند فكونوا حزب (الرابطة الإسلامية).
وفي سنة 1917 تقاربت وجهات النظر بين حزب الرابطة الإسلامية وحزب