/ صفحه 73 /
ابن الحسين في المسائل الفقهية ويعتمدون مؤلفاته في الفقه منها كتاب الأحكام، والمنتخب، والقنون. وقد قام بخدمتها كثير من فقهاء الزيدية وخرّجوا من نصوصها مسائل فرعية، كما فعله أصحاب الأئمة الأربعة، وانتشرت مؤلفات الهادي في بلاد جيلان وديلمان في شمال إيران، وقام بخدمتها بعض أئمة تلك البلاد، منهم الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، والإمام ابو طالب يحيى بن الحسين، ومعظم الزيدية باليمن هم أهل الجبال. أما أهل تهامة والجزء الجنوبي، فغالبهم ينتمون إلى الإمام الشافعي، والجميع في العهد الحاضر إخوة، وقد خمدت العصبية المذهبية بمساعي الإمام الراحل المتوكل على الله يحيى بن محمد رضي الله عنه. وبما بذله ويبذله جلالة نجلة الإمام الحالي الناصر لدين الله أحمد بن يحيى، ومذهب الإمام زيد بن علي والإمام الهادي وأولاده برئ من الغلو في الدين، وكتبهم ومؤلفاتهم شاهد عدل على ذلك، والتقليد إنما هو لمن لم يتمكن من الاجتهاد، أما من تمكن من الاجتهاد، فإنه يجتهد لنفسه، فباب الاجتهاد مفتوح عند الزيدية كما هو كذلك عند غيرهم من المذاهب الإسلامية، وقد ظهرت باليمن بدع وفتن، منها: فتنة علي بن الفضل القرمطي في القرن الثالث، وكان اضمحلالها واخماد نارها بسيوف الأئمة من أهل البيت، وذلك معروف في كتب التاريخ.
في اللغة
يقال: امتاز القوم، إذا تنحى عصابةٌ منهم ناحية، وكذلك استماز.
قال الأخطل:
فإن لا تعيِّرْها قريش بمَلْكها ****** يكن عن قريس مُستَماز ومرحل
ويقال: امتاز القوم إذا تميز بعضهم من بعض، وفي الحديث: لا تهلك أمتي حتى يكون بينهم التمايُل والتمايزُ، أي يتحزبون أحزاباً، ويتميز بعضهم من بعض، ويقع التنازع.