/ صفحه 405/
أما مكانه في الفلسفة الاسلامية، فهذا هو الغرض الذي نرمي إليه، وليس هذا من الامور الهينة، كما أنه ليس من الهين معرفة ما يشفي الغليل عن سيرته وحياته، وأقدم ما عثرت عليه من أخباره هو ما وجدته في مخطوط صغير الحجم كبير القائدة، عنوانه: " مختصر في ذكر الحكماء اليونانيين والمليين" وليس في المخطوط ذكر لاسم مؤلفه، على أني أعتقد أنه لا يمكن أن يكون متأخرا عن المائة الثامنة، وهذا المخطوط ضمن مجموعة في خزانة الاسكوريال بأسبانيا رقمها 635 من الخزانة العربية، ذكر أفضل الدين فيه مرتين، الأولى باسم: أفضل الدين محمد بن المرقى القاشي، ووصفه صاحب المختصر بالزهد والتصوف ومداومة الرياضة، ثم قال إنه مات في حدود سنة 610 هجرية، وفي المرة الثانية في ظهر الورقة نفسها ذكره عند ترجمة فخر المحققين نصير الدين الطوسي إذ قال عن الأخير: " نشأ بمشهد طوس واشتغل بها بالتحصيل على خاله ".
أما ان أفضل الدين هو خال نصير الدين الطوسي، فهذا ما تشهد به أيضاً بعض الكتب المتأخرة مثل كتاب: " رياض الشعراء " لمؤلفه علي قُلي الداغستاني الملقب بالواله، فرغ من تاليفه سنة 1161 هجرية، حيث ورد أن نصير الدين ابن أخت لأفضل الدين الكاشاني (1)، وكذلك قال العالم الجليل المعاصر محمد محسن المعروف بالشيخ آغا بزرك الرازي أو الطهراني، عند كلامه عن كتاب منسوب إلى أفضل الدين ـ: " إنه معروف بـ " بابا أفضل المَرَقى " لانه دفن بمرق من قرى كاشان، وإنه كان معاصرا لخواجه نصير الدين، بل قيل إنه خال المحقق الطوسي ". (2)
ولأفضل الدين عدا الرباعيات مؤلفات كثيرة العدد، وكان يكتب بالعربية
*(هوامش)*
(1) راجع فهرست المخطوطات الفارسية في المتحف البريطاني تأليف ريو ج 2 ص 829 وج 1 ص 371.
(2) راجع الذريعة إلى تصانيف الشيعة تأليف محمد محسن نزيل سامراء ج2 رقم 1479 مكرر ص 364، 365.