/ صفحه 362/
البدهيات عندما نخوض في بحث من البحوث الإسلامية النافعة فما التقريب اللفظي بين المذاهب بجامع للأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر، وإنما الذي يجمع كلمتها، ويوحد أهدافها هذا التقارب الروحي المنبني على الاحترام والانصاف واعطاء كل ذي حق حقه.
وإذا ساد الجو العلمي مثل هذه الروح كنا على خير عظيم، وكانت الأمة مقدمة على مستقبل زاهر، وكانت جمعيتكم أول من وضع الحجر الأساسي لبناء الكيان الذي نحلم به، ونتمنى له الشموخ والرفعة.
إنا لا نريد من جمعيتكم أن تسيطر على ما ينشر في صفحات مجلتها أو يذاع على منبرها فحسب لأن هذا هو الهدف الأول من تأسيسها، وإنما كل ما نتمناه أن يكون للجمعية نفوذ علمي يسيطر على الاقلام والمؤلفات والمطابع يوجهها جميعاً لمثل هذا الهدف السامي الذي نوهتم به في أحاديثكم، واذعتموه على صفحات رسالتكم، والعبء الثقيل لا يقوم به الا أهله.
انظروا ـ ايها السادة ـ إلى ما كتبه الأستاذ البحاثة " أبو زهرة " في كتابه القيم: " أبو حنيفة " عن الشيعة، واحكموا فحكمكم العدل، وقولكم الفصلن قال في ص 98 ما نصه: " ومن ذلك نرى أن الشيعة مزيج من الاراء، ومضطرب لكثير من الأفكار، ونحلة قد ضلت بها أوهام كثيرة، ودخلت عليها خواطر باطلة، ومبادئ من ملل قديمة قد أرادوا أن يلبسوها بلباس الإسلام فضاقت عن أن تسع بعضهم عقيدة الإسلام السامية النقية وهي عقيدة التوحيد ".
أهذه الصورة المشوهة صورة واقعية للشيعة تمثلها التمثيل الصحيح ؟! أكانت ضالة باعترافها بالشهادتين وقيامها بالصلاة والصوم والحج وأدائها للخمس والزكاة، واهتمامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ؟ أكانت مبادئها باطلة لتفانيها في حب أهل البيت الذين طهرهم الله في محكم كتابه، وفرض علينا مودتهم والاعتصام بحبلهم، والذين جعلهم الرسول الأعظم سفينة النجاة لأمته من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى.