/ صفحه 320 /
ما أمرنا الله به من لين وتسامح وأخوة، على استكمال أسباب عزتهم، وعلاج مشاكلهم، وتوطيد أخوتهم، والوقوف صفا واحداً أمام أعدائهم والطامعين فيهم.
ذلك هو منهاج التقريب وصراطه المستقيم، ولابد لنا من أن نثبته هنا واضحاً ليراه من لم يكن رآه، ويعلمه من لم يكن يعلمه، أما هؤلاء الذين يتساءلون عن القائمين بهذه الدعوة وعن سر انبعاثهم لها، فليطمئنوا، فإنهم رجال منهم، عزَّ عليهم ما تلاقيه أمتهم من جراء التقاطع والتشاحن، وأقلقهم مصيرها الذي يبدو أنها متجهة إليه، وعلموا أن عليهم أمانة لأمتهم ودينهم إن لم يؤدوها سألهم الله عنها، وحاسبهم عليها، فقاموا يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر وينادون إلى كلمة الله يجتمع حولها المتفرقون، ويتفق عليها المختلفون، وما هم بحاجة إلى مال ولا منصب ولا جاه، وإنما بغيتهم الله، وحسبهم الله !
في العراق:
في كتاب ورد إلينا من النجف بالعراق يقول فضيلة العالم الجليل (الحاج شيخ عبد الحسين رشتي) ما نصه:
" تسلمت من ساعي البريد العدد الأول من مجلة عنوانها من أسمى العناوين وأشرفها، ألا وهي ـ رسالة الإسلام ـ التي تبحث عما يمكن التقريب به بين طوائف المسلمين، والتي تمثل آراء وأفكار جماعة التقريب الموقرة، نسأله تعالى أن يسدد خطواتها، وينفع الأمة الإسلامية بها، ويكلل مساعيها الشريفة بالنجاح إنه سميع الدعاء.
وتلوح " بفاكرتي " أمور أحب أن أبديها لهذه الجماعة المحترمة لكي أنورها بأجوبتها، وأزداد خبرة واطلاعاً، وهي أن هذا الهدف الشريف الذي ترمي إليه هذه الجماعة صعب جداً نيله، ووعر إلى الغاية تحصيله، حيث إن الاختلاف الواقع بين طوائف المسلمين هو في الأصول أيضاً لا في الفروع فقط، يرشدكم