/ صفحه 201/
عنه أكثر من بايعه، ولم يبق معه إلا ثلثمائة أو أقل، وكانت بينهم وبين يوسف بن عمر قائد هشام ملحمة ثبت فيها زيد ومن معه، حتى إذا جنح الليل رُمي زيد بسهم فأصاب جانب جبهته اليسرى، فلما انتُزع قضى، وفاضت روحه الطاهرة، ومات شهيداً حميداً، فلما دفن استدلوا على قبره فأخذوه منه وصلبوه على خشبة بالكناسة، ومكث مصلوباً حتى مات هشام، ثم أمر به الوليد فأنزل وأحرق.
فشلت يمين الحادثات فقد رمت فأصمت شهاباً عالي القدر سامياً
مناقبة وشمائله:
كان، سلام الله عليه، جم المناقب، فحم الشمائل، لا يزيده الوصف عرفاناً، وكان في العترة الطاهرة علماً بارزاً يعرف له الجميع قدره، ويذكرون فضله وعلمه، ومن بينهم الإمام جعفر بن محمد الصادق، (عليه السلام).
وقد أثنى عليه علماء الحديث ممن تكلم عن الرجال جرحاً وتعديلاً، وأجمعوا على جلالته وإمامته، واعترفوا بثقته وأمانته، وكان بريئاً من البدع والأهواء التي انتحلها أبو الجارود وغيره ممن ينتمون اليه، بريئاً من الذين شبهوا الله بخلقه، ومن الذين حملوا ذنوبهم على الله، ومن الذين أطمعوا الفساق في عفو الله، ومن الذين كفَّروا علياً أو ابا بكر وعمر. ومن قوله في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: " غفر الله لهما. ما سمعت أحداً من أهل بيتي تبرأ منهما. لا أقول فيهما الا خيراً، وإن كانوا قد استأثروا بهذا الأمر علينا، ودفعونا عنه، فقد وُلُّوا فعدلوا وعملوا بالكتاب والسنة ".
مشايخه ومن روى عنه
روى الإمام زيد بن علي عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، وأخيه أبي جعفر محمد بن علي الباقر وعروة بن الزبير، وعبد الله بن أبي رافع، وأبان بن عثمان وغيرهم وروى عنه جم غفير منهم ابن أخيه جعفر الصادق، ومنهم أبناؤه: الحسين بن زيد وعيسى بن زيد ويحيى بن زيد، ومنهم خالد بن صفوان، وأبو مسلم راشد بن سعد،