/ صفحه 134/
المؤدي لحرمان السكان الآمنين من الماء الذي يشربونه، والنور الذي يستضيئون به، والمواصلات التي تنقلهم إلى مراكز أعمالهم، والإغراء على الاغتيالات بغية الاستيلاء على الحكم عنوة واقتداراً بلا مبالاة لأثر ذلك في الفتك بأرواح الابرياء الذين لم يرتكبوا ذنبا، ولم يقترفوا جرماً، وتوحي إليهم بالتجسس وخيانة الوطن، والقعود عن الدفاع عن حوضه إذا غزاه الاتحاد السوفيتي أو اعتدى على أرضه.
وقد سعى رجال السياسة من أهل الديمقراطية إلى العمل لإظهار حقوق الإنسان وإعلانها بغية الوصول إلى كسب شعوب الاتحاد السوفيتي لجانبهم، وإظهار مكنون خفاياه وما تضمنه، ولكن خاب فالهم، وضاع رجاؤهم، وأعرض عنه رجال السوفييت أثناء اخذ الآراء أمام هيئة الامم المتحدة، ورفض ممثلوه إعطاء أصواتهم والموافقة على الحقوق الاتية:
الحق في حرية الفكر والضمير والدين وحرية التنقل والاقامة داخل حدود الدولة، والحق في ترك بلد الفرد والعودة إليها بحرية، والحق في الاشتراك في الثقافة، كما امتنع عن إعطاء صوته في الحق العام الاتي، وهو ان كل انسان يولد حراً متساوياً في الكرامة والحقوق، بلا سيطرة على عقله وتفكيره وأن له الحق في الاتصال بالاخرين بروح الأخوة، وكان من أثر هذا الشقاق والانشقاق أن قررت هيئة الامم المتحدة إعلان حقوق الإنسان، وقررت انشاء محكمة عليا للدفاع عنها.
يدلنا ذلك على أن الأقوام انقسموا فيما بينهم، فيما يتعلق بحقوق الإنسان ومشتملاتها بينما هي راسخة الاصل في العالم الإسلامي من وقت نشأة الإسلام، وظهور رسالته على يد رسوله الكريم.
ولا يزال كذلك الخلاف قائماً إلى يومنا هذا في أمريكا وجنوب أفريقيا بسبب الاجناس والألوان فلا يحل لجنس ان يجلس مجلس الاخر أو يرافقه في مدارسه أو ينتقل معه في مكان واحد في مواصلاته، أو يجالسه حتى في محلات