ـ(84)ـ
حسب الروايات المتقدمة فيجب التسليم لهذه الأحاديث والأخذ بها. ولذا قال(الإمام) أحمد وهو يعلق على حديث الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه حين مر بنيسابور:(لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته)(1)
ومن هذا الذي تقدم نفهم أن مدرسة أهل البيت قد تحملت العبء الثقيل في نشر سنة النبي (صلى الله عليه وآله) وحفظها من الضياع في مقابل الاتجاه الآخر، الذي كان يرى في حفظ أو نشر السنة النبوية اختلاط القرآن بغيره، فصدرت النواهي عن كتابة الحديث النبوي أو نشره بين الأمة.
لماذا لم يكن لروايات كتاب علي(الجامعة) ذكر في كتب أهل السنة؟
وقد يتساءل المتسائل المنصف عن علة عدم وجود أثر للروايات التي ترويها الشيعة(وهي متواترة) عن كتاب علي عليه السلام الذي كتبه بيده بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي فيه كل حلال وحرام إلى يوم القيامة، بل وجد ما يخالف هذه الروايات وبنفيها ويثبت كتابا لعلي عليه السلام صغيرا موجودا في ذؤابة سيفه قد أملاه عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقد ذكر هذه الروايات النافية لكتاب علي الجامعة كل من البخاري ومسلم وذكرت أيضاً في مسند أحمد وفي سنن البيهقي وسنن النسائي. واليك خلاصتها كما في البخاري بحاشية السندي:
1 ـ قال البخاري: (حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا وكيع عن سفيان عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة، قال: قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟
قال: لا، إلاّ كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة.
______________________
1ـ الأصول العامة للفقه المقارن / 181، نقلا عن الصواعق المرحقة / 293، وراجع أصل الحديث مع سنده في آخر هذا البحث.