ـ(66)ـ
ما قاله موسى عليه السلام سببا لنزول آية على نبينا (صلى الله عليه وآله)؟(1)

"جوامع الجامع" للطبرسي
بعد أن أتم الطبرسي(ت 548هـ) تأليف كتابه في التفسير "مجمع البيان" عثر على كتاب "الكشاف" للزمخشري(ت 538هـ) فاختصره في كتاب أسماه "الكاف الشاف" كما قال في مقدمة كتابه "جوامع الجامع"(2)، ثم طلب منه ولده أبو نصر الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي أن يجرد من الكتابين "الكشاف"و"مجمع البيان""كتاباً ثالثاً يكون مجمع بينهما ومحجر عينهما يأخذ بأطرافهما، ويتصف بأوصافهما ويزيد بأبكار طرائف وبواكير لطائف عليهما، فيتحقق ما قيل: أن الثالث خير، فإن الكتب الكبار قد يشق على الشادي حملها ويثقل على الناقل نقلها"(3).
وقد استعفاه الطبرسي في ذلك فأصر ولده عليه فلم يجد بدا من إجابة ذلك، فشرع في كتابة كتاب أسماه(جوامع الجامع) وقد أتمه في اثني عشر شهرا بعدد نقباء موسى عليه السلام وخلفاء النبي (صلى الله عليه وآله). وكان ابتداؤه يوم السبت الثامن عشر من شهر صفر سنة 542 هـ وانتهاؤه في محرم سنة 543 هـ(4).
والذي يهمنا هنا قبل الدخول في الموضوع أن عبارة الطبرسي(أما بعد فإني لما فرغت من كتابي الكبير في التفسير الموسوم بمجمع البيان لعلوم القرآن، ثم عثرت من بعد بالكتاب الكشاف لحقائق التنزيل لجار الله العلامة) يدل دلالة واضحة أنه أثناء تأليفه مجمع البيان لم يشاهد الكشاف، ولم يطلع عليه. وإنما رآه بعد إتمام تأليف مجمع البيان؛ ولكني عثرت أثناء
______________________
1 ـ التفسير الكبير 5: 94.
2 ـ جوامع الجامع 1 : 2.
3 ـ جوامع الجامع 1 : 2 ـ 3.
4 ـ جوامع الجامع : 557 (الطبع القديم).