ـ(42)ـ
الموضوعي:
كما أنه لا دليل على أن هذا المنهج من التفسير، وهو أن يفسر القرآن الكريم آية آية أو قطعة قطعة ينتهي إلى آراء مختلفة، لأننا اشترطنا في التفسير التجزيئي عدم تفسير هذه الآية أو هذه القطعة إلاّ بعد الرجوع إلى الآيات الأخرى من القرآن الكريم والى كل القرائن المؤثرة في فهم هذه القطعة ومن ثم استخلاص النتيجة منها، لا أن تؤخذ القطعة معزولة عن كل ما حولها مما قد يؤدي إلى وقوع النتائج السلبية المذكورة.

سبب شيوع التفسير التجزيئي
ذكر السيد الشهيد الصدر(رضى الله عنه) أن التفسير بالمأثور هو الذي أدى إلى أن يسبق التفسير التجزيئي التفسير الموضوعي بعدة قرون.
إن هذا التفسير لهذه الظاهرة غير واضح ـ لدي ـ على أقل تقدير، ففي تصوري أن سبب شيوع الاتجاه التجزيئي في التفسير وسبقه للاتجاه الموضوعي يرجع إلى أمرين:
الأول: القدسية التي أحاطت بالنص القرآني الكريم:
القرآن الكريم ككتاب مقدس وضع ضمن ترتيب ونص معين ـ من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) على الأصح، أو في زمن عثمان ـ كما يحتمله البعض ـ ويبدأ هذا الترتيب بـ(فاتحة الكتاب) ويختتم بسورة(الناس).
وقد بقي المسلمون وحتى يومنا الحاضر يحترمون هذه الصيغة وهذا الشكل التركيبي للقرآن الكريم، الأمر الذي أدى إلى التقيد بهذا الترتيب في قراءة القران وفي تفسيره ودراسته.