ـ(23)ـ
* لقد كانت لكم لقاءات واسعة مع الشخصيات والجماعات من أهل السنة.. فكيف وجدتم موقفهم من التقريب؟
* من خلال لقاءاتي العديدة لم ألا حظ أية عقبة في سبيل تفهم فكرة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة، والخروج من قوقعة الصراع المذهبي والتعصب الطائفي.. إلاّ أن الملحوظ وجود نوع من التشكيك في أهداف القائمين على العملية.. هذا التشكيك قد ينبعث بعفوية، ولكنه في الغالب معلول لسياسات استعمارية، أو مصالح ضيقة، أو تعصب مقيت أو سطحية في التفكير. من قبيل ما نجده أحيانا من رؤى تعتبر اللقاء بين السنة والشيعة مستحيلا، في حين يدعو القرآن الكريم إلى الحوار بين المسلمين وأهل الكتاب بل إلى استماع القول واتباع أحسنه من أي إنسان صدر بل ونجد القرآن يعلمنا أروع لغة للحوار مع المشركين من قبيل ما جاء في قوله تعالى: [وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين].
لقد عرف الشهيد الصدر t بقدرته الفكرية والتنظيرية وبمواقفه الجهادية الملتزمة. ولكن الجانب التقريبي من نشاطات الشهيد الصدر يكاد أن يكون غير معروف وارتباطكم الوثيق بالشهيد الصدر يدعوني أن أسالكم عن موقفه من مسألة التقريب؟
المرحوم الإمام الشهيد الصدر كان من رواد هذه الحركة معظم دراساته العميقة تؤدي إلى نظرة إسلامية تقريبية جامعة.. كان يركز على المصادر السنية كما يركز على المصادر الشيعية، وكان يعنى بآراء المفكرين والعلماء من الفريقين، وكان يتعامل مع أتباع أهل السنة بنفس المستوى الذي يتعامل به مع أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام وقد اشتهرت عنه عبارته المشهورة: "يا أبناء السنة أنا لكم كما أنا للشيعة" وإذا كانت له دراسات يدافع