ـ(212)ـ
خلال قضية نعايشها في اليوم والليلة خمس مرات، يلتزم بها المسلمون جميعاً في وقت واحد، دون أن ينكر أحد على أحد فيما التزم به هؤلاء العلماء. فاللزم لوحدة المسلمين هي حركة الشمس بقدرة الله، والملزم هو المسلم، والملتزم بها هي الصلاة.
أيها العلماء: لماذا نلتزم بإجماع تام على التقويم الشمسي لفترة ثلاثمائة وخسة وستين يوما، لأداء ألف وثمانمائة وخسة وعشرين وقت صلاة، حيث يوضع هذا التقويم قبل بدء العام، ويوزع عند بدايته، وشروق الشمس وزوالها وغروبها يختلف بين يوم وآخر، ونحن مطمئنون إلى ما كتب في(الروزنامة) لأن معدها باعتقادنا عالم بالفلك موثوق به.
أيها العلماء: لماذا لا تعتمد تقويماً سنوياً للأهلة القمرية، ثم نقوم بتوزيعه على المسلمين في بداية العام، مما يضمن لنا جميعا الوحدة المضمونة مسبقاً للصف الإسلامي.
أيها العلماء: وحدة المسلمين تكمن بوحدة قراركم العلمي المبني على المعرفة الشاملة لشؤون الحياة، والمواكبة لركب الحضارة.
أيها العلماء: الأصل في العبادة الاطمئنان فيها، والصفاء بعد ممارستها، فأنتم المسؤولون عن اضطراب قلوب ومواقف البشرية في نهاية شهر الاطمئنان النفسي، والصفاء الروحي، شهر رمضان المبارك.
أيها العلماء: في العيد تتوجه قلوب العباد إلى الله لأنه الأكبر من كل قرار كبير، فينطقون بكلمة واحدة، ويجلسون في صعيد واحد، رجالاً ونساء وأطفالا، فان وحدة العيد الزمنية ينبثق عنها وحدة العيد المكانية والقولية والفعلية... فهل نبهنا وتبهنا جميعا إلى وضوح الوحدة في صلاة العيد في العراء، وتحت أديم السماء، حتى يشعر المسلمون بعظمة هذا اليوم، وأن الله مشاركهم بمغفرته، وقريب منهم ومستجيب لهم إذا دعوه، لقوله صلى الله عليه وآله:(ينادي