ـ(167)ـ
من روح قهار واجه الصعاب بعزائم الأسود، وأن الشريف بهذا الكتاب خدم الأدب واللغة والأخلاق(1).
وقد أومأ في حديثه عن نهج البلاغة إلى ما أثير حوله من آراء تذهب إلى أن الشريف تزيد فيما سجله في كتابه على أمير المؤمنين، ويرى الدكتور مبارك أن نهج البلاغة إن كان قد اشتمل على نصوص عزيت خطأ إلى الإمام علي ـ رضي الله عنه وكرم الله وجهه ـ فإن الشريف ليس مسؤولا عنها، ويرجع هذا إلى ما تعرض له الكتاب بعد وفاة مؤلفه من زيادات وإضافات.
وتكلم الدكتور مبارك في الجزء الثاني من عبقرية الشريف الرضي عن الأصدقاء والأعداء في حياة الشريف، وأسرار العلائق والصلات بين الرضي والصابي، ونماذج من غرائب الوفاء عند الشريف وبعض فنون الشعر لديه كالوصف والرثاء،والحجازيات والغراميات وبكاء الشباب.
وحديث الدكتور زكي في كتابه بجزئيه كان مصدره الأول فيه هو شعر الشريف، وهو شعر يراه من الطبقة الأولى وصفا وبيانا وإبداعا، ومن ثم يؤكد الدكتور مبارك بأن الشريف أفحل شاعر عرفته العربية وأعظم شاعر تنسم هواء العراق.
وتجدر الإشارة إلى أن الشريف إلى جانب منزلته المرموقة كشاعر كان مؤلفا واسع الأفق، فهو يكتب في الفقه والتوحيد والنحو والبيان وله لمحات إلى مؤلفات تدل على أنه من المطلعين على ذخائر العلوم الشرعية كما أن له توجيهات لكلام من سبقوه تشهد بأنه تناول بعض المؤلفات بالنقد والتمحيص والتهذيب، فلا غرو أن تفرد بآراء لم يهتد إلى مثلها
______________________
1 ـ انظر: المرجع السابق/ 224.