ـ(163)ـ
والكفاح، ووجد من بعض أساتذتها التشجيع والتوجيه، وبعد أن نال إجازة الليسانس من هذه الجامعة عكف على إعداد رسالة عن(الأخلاق عند الغزالي) حصل بها على درجة الدكتوراه، ولكنه لم يقنع بهذه الدرجة العلمية التي نالها من الجامعة المصرية فسافر إلى باريس، وحصل على الدكتوراه في الآداب من السوربون عن رسالته(النثر الفني في القرن الرابع الهجري)، وهذا القرن أخصب عهود العصر العباسي وأحفلها بالإنتاج الفكري والشخصيات اللامعة من ذوي النقد والجدال والصيال.
ولا مجال لتفصيل القول في حياة الدكتور زكي مبارك، وآثاره الفكرية والأدبية، وهي كثيرة ومتنوعة، وتشهد له بمكانة مرموقة في الأدب الحديث، وتؤكد أنه كان حركة دائبة مؤثرة في الأفق الأدبي، فتراه حينا يجادل في الدقائق الفقهية، كما صنع حين حقق نسب كتاب الأم فتضيفه إلى الفقهاء.
وحينا تراه يجادل في المعضلات النحوية، فتضيفه إلى النحويين
وتنظر إلى كتاب(النثر الفني) أو كتاب(الموازنة بين الشعراء) فتحسبه رجلا لا يحسن غير النقد الأدبي.
وتقرأ رسائله الغرامية ودراساته الطريفة للعشاق من الشعراء، فيخيل إليك أنه شاب لا يعرف غير الاصطباح والاغتباق، بهوى الغيد الرعابيب.
وتنظر رسالة(اللغة والدين والتقاليد)فتعده من كبار المصلحين.
وتنظر مقالاته في التربية والتعليم،فتراه من أقطاب المربين.
وتقرأ هجومه على الكتاب والشعراء والمؤلفين، فتخاله من الهدامين.
وتسمع عن أخباره في الأندية والمجالس، وأحاديث رحلاته إلى البلاد الشرقية والغربية