ـ(150)ـ
هذا المنطلق توجه الشاه وسبهسالار إلى أوربا سنة 1352 هـ، لكن هذه السفرة كانت لها تبعات سيئة، وهي أن الساخطين على سبهسالار اغتنموا فرصة غيابه عن إيران، فأوحوا إلى رجال الدين أن سبهسالار يريد أن يجعل من إيران بلدا غربيا، وان يمنح امتياز سكك الحديد إلى الإنجليز. ورجال الدين ومنهم(سيد صالح عرب) و(حاج ملا علي كني) وآخرون اهتزوا لسماع هذا النبأ، وهبوا لمعارضة سبهسالار، واعتبروه خارجا عن الدين.
وكتبوا إلى ناصر الدين شاه أن يترك سبهسالار، وأن يعود إلى طهران بدونه. وصلت الرسالة إلى الشاة وهو في مدينة رشت. وبسبب قوة رجال الدين آنذاك، اضطر الشاه أن يوكل حكومة جيلان إلى سبهسالار، ويعود بدونه إلى طهران..)(1).
ويقول الدكتور فريدون آدميت:
(.. ميرزا حسين خان، بهدف إحياء الاقتصاد وأعمار إيران، منح امتياز مد سكك الحديد في إيران من رشت إلى طهران ومن العاصمة إلى الخليج الفارسي لأحد أتباع بريطانيا باسم(البارون جوليوس رويتر)... وبموجب هذه الاتفاقية تسلم رجل أجنبي حق استخراج جميع معادن البلاد(عدا الذهب والفضة والأحجار الكريمة)، والاستفادة من جميع الغابات والقنوات، وتأسيس بنك وبريد وتلغراف ومعامل، وكل الأمور الاقتصادية في الواقع لمدة سبعين سنة. وكيفية الحصول على هذا الامتياز وما اقترن به من مسائل سياسية حديث ذو شجون لا علاقة له بموضوعنا. ميرزا حسين خان وصديقه ورفيقه القديم ميرزا ملكم خان كانا من المدافعين بشدة عن هذا التفكير، وخاصة ملكم خان الذي
______________________
1 ـ كسروى تبريزى، مصدر سابق / 19.