ـ(97)ـ
بالقرآن ففي قوله تعالى: [وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله...](1). ذكر أن المراد "أي من مثل القرآن" وعلى قول من يقول الضمير في مثله عائد إلى عبدنا فالمعنى فأتوا بسورة من بشر من مثله لا يحسن الخط والكتابة ولا يدري الكتب. والصحيح هو الأول لقوله تعالى في سورة أخرى: [فليأتوا بحديثٍ مثله...](2) وقوله:[...فأتوا بسورة مثله...](3) وقوله: [...لئن اجتمعت الأنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله...](4) يعني فأتوا بسورة مثلما أتى به محمد صلى الله عليه وآله في الإعجاز من حسن النظم وجزالة اللفظ والفصاحة التي اختصت به والإخبار عمّا كان وما يكون دون تعلم الكتب ودراسة الأخبار(5).
10 ـ ويلاحظ في مجمع البيان أن الطبرسي إذا أراد ترجيح رأي وانتخابه من بين الآراء التي يذكرها، وفيها رأي منسوب لأهل البيت (عليهم السلام) فانه ينتخب هذا الرأي، ويفضله على غيره، انظر على سبيل المثال تفسير قوله تعالى: [.. وتُخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه..] (6).
11 ـ يتعرض الطبرسي لبيان الأحكام الشرعية التي تتضمنها الآيات المفسرة بشكل موجز فهو عند تفسيره آيات الأحكام يذكر الحكم الشرعي الذي تحكيه الآية، ويحاول قدر جهده بيان مختلف الأقوال في المسألة مع بيان مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وكثيراً ما يشير إلى هذه المسائل دون الإغراق في الأدلة والردود (7).
______________________
1 ـ البقرة: 23.
2 ـ الطور: 34.
3 ـ يونس: 38.
4 ـ الإسراء:88.
5 ـ مجمع البيان 1 : 62.
6 ـ الأحزاب: 37، مجمع البيان 4 : 360.
7 ـ انظر مجمع البيان 1 : 240 في تفسير الآية 206 من سورة البقرة.