ـ(55)ـ
التفريق والتمزيق في العراق أريد منها تصوير حالة التمزق في جميع الأمة. والإنجليز كرسوا اهتمامهم في العراق بعد هيمنتهم عليه لإيجاد التفرقة المذهبية والطائفية بين أبناء الشعب العراقي، تماما كما فعلوا في شبه القارة الهندية، حيث أسفرت خططهم بين المذاهب والطوائف، بل حتّى بين أبناء الطائفة الواحدة في شبه القارة الهندية إلى تمزق فظيع ولا تزال هذه الحالة قائمة حتّى الآن، ويسقط جراؤها بين آونة وأخرى القتلى والضحايا باستمرار.
نفس الشيء حاولوا تطبيقه في العراق لكن علماء الإسلام في العراق، وخاصة علماء النجف وقفوا ضد هذا المخطط وأفشلوه على المستوى الشعبي ويمكن القول الآن أن العلاقات بين فصائل الأمة في العراق علاقات مودّة وأخوّة، حتّى لم يعد الإنسان يشعر بوجود اختلافات طائفية بين أبناء الشعب أهل السنة يتزوجون من أبناء الشيعة والشيعة يتزوجون من بنات أهل السنة بل إن بعض العشائر العراقية تجد أبناء الشيعة والشيعة يتزوجون من بنات أهل السنة بل إن بعض العشائر العراقية تجد أبناء عشيرة واحدة نصفها من أهل السنة وتصفها آخر ينتمي إلى مذهب أهل البيت والمدن فيها اختلاط بين أبناء المذاهب، وكثير من المؤسسات الثقافية والمشاريع التجارية يشترك فيها أهل السنة وأهل الشيعة. وهكذا في مختلف المجالات تجد هذا الاشتراك موجودا، وهذا التداخل قائماً ولا يكاد الإنسان يشعر بوجود اختلاف.
أما على مستوى الحكومة فالأمر مختلف تماما مع الأسف فالسياسات الحاكمة تقوم على أساس التفرقة المذهبية والطائفية وتتطرف هذه السياسات أحيانا إلى حد رفع شعار: لا شيعة بعد اليوم !! كما فعل النظام الحاكم الحالي في العراق فقد حاول هذا النظام أن يقضي على كل معالم أهل البيت في العراق، فقتل العلماء وألغى المؤسسات ومنع طباعة الكتب ونشرها وأصدر قائمة في الكتب المحظورة تزيد على الألف كتاب، بينها كتب يعود تأليفها إلى أحد عشر قرنا خلت مثل مؤلفات الشيخ الطوسي ومؤلفات الشيخ الصدوق وتدخل النظام في تفاصيل حياة الناس لأحداث الفجوة بين أبناء الشعب، وليثبت وجوده من خلال