ـ(36)ـ
شهداء فلسطين أفضل الشهداء
وقالت الفتوى: إن فلسطين الأرض لأحق من أن تبذل لها الأرواح والدماء والأموال. فإن شهيدها من أفضل الشهداء إن شاء الله. أخرج أحمد في مسنده عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلاّ ما أصابهم من لأواء حتّى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله: وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
وواصلت الفتوى: ومما ينبغي ذكره هنا أنّه ليس لمغتصب حرمة ما قام على اغتصابه، ولا لدمه كذلك عصمة، وأن اليهود مغتصبي فلسطين لا يعرفون التفرقة بين مدني ومحارب، فجميعهم أهل حرب، ولا أدل على ذلك من أن سفاح المسجد الإبراهيمي "غولدشتاين" الذي يحسبونه الآن في عداد الأبطال لم يكن سوى مدني أظهر ما أبطنه لنا جموع اليهود. وأن تحت دعوى السلام لا يزال يهود يستولون على مزيد من الأراضي المباركة (فلسطين) بمعدل ألف وخمسمائة فدان من الأرض شهرياً.
واختتمت جبهة علماء الأزهر فتواها مؤكدة أن من حق الأزهر على عامة المسلمين تنزيه ساحته عن المعارك السياسية وصون مكانته عن الخصومات الحزبية، وأن مما نرجوه من أهل العلم عامة والمنتسبين إلى الأزهر الشريف بخاصة أن يعروا حرمة ساحته بأن يقدموا حقه على سائر الحقوق بعد حق الله تعالى وحق رسوله (صلى الله عليه وآله)، وذلك بأن يبينوا متجه كلامهم ومقصدهم منه، دفعاً للاحتمال ودفعا للبس [ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة](1).
______________________
1 ـ الأنفال: 42.