ـ(33)ـ
شهيد" وللترمذي والنسائي وأحمد عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"، وزاد النسائي عن سويد بن مقرن "من قتل دون مظلمته فهو شهيد". وبذا فقد ضمنت السنة درجة الشهادة لا صحاب الحقوق على أي وجه كان الإقدام.. منفرداً أم في جماعة.
وقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن عبدالله بن قيس عن أبيه قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) "إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف" فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول هذا؟ قال: نعم، قال: فرجع إلى أصحابه فقال: اقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه (غمده) فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتّى قتل".
وقد أخرج أبو داود والترمذي بسند صحيح عن أسلم أبي عمران التجيبي قال: "كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفاً عظيماً من الروم، فخرج إليهم جمع من المسلمين مثلهم أو أكثر منهم وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتّى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة.. فقام أبو أيوب وقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنّما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال، بعضنا لبعض سراً دون رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أموالنا قد ضاعت وإن الله أعز الإسلام وكثر جنده، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها؟ فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) يرد على ما قلنا: [وأنفقوا في سبيل