ـ(27)ـ
قال تعالى:[ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضللاً بعيداً](1).
أما الإسلام فهو العمل والقول، عمل بالجوارح ونطق باللسان، ويدل على المغايرة بينهما قول الله ـ سبحانه: [قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم](2).
د ـ متى يكون الإنسان مسلماً؟ حدد هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحديث الذي رواه البخاري في قوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا اله إلاّ الله ويؤمنوا بي، وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها، وحسابهم على الله".
هذا هو المسلم، فمتى يخرج عن إسلامه؟ وهل ارتكاب معصية بفعل أمر محرم أو ترك فرض من الفروض ينزع عنه وصف الإسلام وحقوقه؟
قال سبحانه وتعالى: [إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء](3).
هـ ما هو الكفر؟ الكفر لغة: كفر الشيء: غطاه وستره، وشرعاً: أن يجحد الإنسان شيئاً مما أوجب الله الإيمان به بعد إبلاغه إليه، وقيام الحجة عليه.
وقد شاع الكفر في مقابلة الإيمان، لأن الكفر فيه ستر الحق، بمعنى إخفائه، وطمس معالمه، ويأتي هذا اللفظ بمعنى كفر النعمة، وأعظم الكفر جحود وحدانية الله باتخاذ شريك له، وجحد نبوة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) وشريعته والكافر متعارف فيمن يجحد كل ذلك.
وإذا كان ذلك هو معنى الإيمان والإسلام والكفر مستفاداً من نصوص القرى، والسنة،
______________________
1 ـ سورة النساء: 136.
2 ـ سورة الحجرات: 14.
3 ـ سورة النساء: 116.