ـ(200)ـ
جهة، ونعرف أيضاً وجوه الاتفاق ووحدة المقاصد فيها من جهة أخرى.

آراء المذاهب الإسلاميّة حول السنة
أولاً: الزيدية:
بالنسبة لمكانة السنة ـ فإن الزيدية تعتبر السنة المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن وأن السنة لا يمكن أن تتعارض مع القرآن، وليس حاكمة عليه وإنّما هي بمنزلة المفسر والمبين للقرآن.
وأما فيما يتعلق بالتمييز في معرفة الصحيح من غير الصحيح منها، وما يقبل وما لا يقبل، فسنطرح ذلك بعرض أقوال بعض أئمة الزيدية الذين تناولوا هذا الموضوع بالبحث المستفيض وتوصلوا إلى الخلاصة التالية:
قال الامام القاسم بن محمد (رضي الله عنه) اختلف الناس فيما يؤخذ به من سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فعند القاسم بن إبراهيم والهادي إلى الحق وآبائهم ـ رضي الله عنهم ـ أن من لم يدرك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا سمع منه مشافهة أن لا يقبل من الحديث إلاّ ما كان متواترا أو مجمعا على صحته أو كان رواته ثقاتا، وله في كتاب الله أصل وشاهد(1).
ثانياً: الإمامية: (الأثنا عشرية):
بنقل من كلام السيد محمد باقر الصدر، أحد أعلامهم، قال رحمه الله في تعريف السنة:
______________________
1 ـ الاعتصام بحبل الله المتين: 1 ـ 10.