ـ(18)ـ
وتؤدي إلى مايشهده العالم الإسلامي من مآسٍ وويلات وتجر إلى الفقر والجهل والإجحاف وضعف الموقف السياسي والتخلف والحرب والدمار والخرافة والتعصب.
ويعتقد سماحته أن الحج قادر ـ لو أدي كما فرضه الله ـ على معالجة هذه المشاكل بالتدريج، لأنه قادر على إعادة الحياة إلى جسد الأمة، وأن يعلن ميلادها على الساحة البشرية من جديد، كأمة رائدة شاهدة وسط بين الناس. فقال:
الحديث عن الحج، وعن قدرته، لو أدي كما فرضه الله، على معالجة هذه الأمراض الأساسية وإزالة بؤر التخلف.
هذا العلاج لا يأتي دفعة واحدة، إلا أن اجتماعا مليونيا، على مر السنين، من الرجال والنساء الوافدين من كل فج عميق، في بقعة واحدة، وعلى صعيد أعمال متناسقة مليئة بالمعاني، وتحت لواء التوحيد العظيم، وفي أجواء عبقة بذكريات صدر الإسلام من بدر وأحد، وعلى صعيد زيارة مسجدٍ لا تزال جدرانه تعيد إلى الإسماع صدى التلاوة القرآنية العطرة منطلقة من حنجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا يزال نداء تكبير المجاهدين في صدر الإسلام يموج في أجوائه، كل ذلك في جوّ مفعم بالذكر