ـ(160)ـ
وإعزاز، ويدفع بأفكارهم نحو أهدافه السياسية...".
كانت له علاقات حميمة مع ميرزا فتح على آخوند زاده الذي ذكرناه سابقاً:
"ملكم خان بعث برسالة "الشيخ والوزير" إلى آخوند زاده فأثنى هذا الأخير على ملكم كثيراً، وكتب له يقول: لو لم تكتب هذه الرسالة لمت هماً.. كل من ألقاه لا أتركه حتّى يقرأ هذا الكتيب"(1).
"...شجع ميرزا حسين خان مشير الدولة على إجراء الإصلاحات وقال له: هذه التدابير الجديدة.. لا يستطيع أن يقوم بها أحد في إيران إلاّ جنابكم الأمجد. أعلم أنها تحتاج إلى جرأة وهمة كبيرتين، لكنه على ذمة ذلك الجناب الأشرف أن تكون لكم مثل هذه الجرأة والهمة مم تخافون؟ لو أن جنابكم العالي أيضاً تخشون من لغط عدد من الجهال الجياع، أو من شماتة نفر من العلماء الجهلة وتتركون في هذه الفرصة الكبرى مصلحة الدولة، فما الفرق إذن بين الهمة السامية وبين الضعف والذاتية؟"(2).
".. ملكم ترك الحديث لمدة سنة تقريبا عن الإصلاح والتقدم، وقطع مراسلاته مدة مع أصدقائه. فكتب له أمين الدولة كتابة إخوانية قال فيها: حقا أنك أسأت في تركنا بالمرة. وأنا أيضاً عنادا لك قد امتهنت البطالة، لا أكتب ولا أتحدث، وليس لي شأن بالبروگرس (التقدم) ولا بالسيفيلايزيشن (المدنية).. وفي الرسالة التالية كتب جاداً: أنا بحاجة ماسة إلى كتاباتك فلا يحركني شيء ويهيجني شيء سوى كتاباتكم.." (3).
"... ميرزا آقا خان كرماني من ذوي الشأن والهمة بين أعوان ملكم جهد كثيراً في توزيع
______________________
1 ـ نورايي، تحقيق در أفكار ميرزا ملكم خان (بالفارسية) 102، تهران، جيبي، 1352.
2 ـ نفس المصدر: 102.
3 ـ نفس المصدر: 122 ـ 123.