ـ(15)ـ
وطاقات خلاّقة باهرة مدهشة. وهي إلى تنوعها وتعدّديتها، تتمتع بوحدة وانسجام عجيبين ناشئين من تعمق الإسلام والتوحيد الخالص في حياتها، بكل في هذه الحياة من أجزاء وأركان ومنعطفات. هذه الشعوب المتآخية المتعاطفة بعناصرها السوداء والبيضاء والصفراء وبلغاتها المختلفة، ترى نفسها أجزاء متساوية لهذه الأمة الإسلاميّة الكبرى، وتفخر بذلك، وتتجه كل يوم نحو مركز واحد لتدعو الله بلغة واحدة، وتستلهم جميعا من كتاب سماوي واحد، وهذا الكتاب فيه تبيان كل الحقائق ومنهج كل احتياجاتهم وواجباتهم..[تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين](1).
وفي دائرة الإمكانات الطبيعية قال:
المنطقة الجغرافية لهذه المجموعة البشرية من أغنى ـ إن لم نقل أغنى ـ أصقاع المعمورة في مصادرها الطبيعية، وفيها بشكل خاص مصادر النفط المحركة لعجلات الحضارة الآلية في العالم. أي إن هذه المجموعة لو قطعت نفطها لأشهر عن الزبائن، فإن قسما كبيرا من
______________________
1ـ النحل: 89.