ـ(100)ـ
(516 هـ) من خير ما كتب في التفسير الأثري على طريقة أهل السنة. ولعل إطلاق لقب محيي السنة على البغوي من جهة، ومقالة ابن تيمية في حق تفسيره بأن "أسلمها ـ أي أسلم التفاسير بين تفسير البغوي، والزمخشري، والقرطبي ـ من البدعة والأحاديث الضعيفة، البغوي"(1).
من جهة أخرى؛ أقول لعل هذين الأمرين يعكسان قيمة تفسير البغوي، ومنزلته عند أهل الفن.
ويمكن لقارئ "معالم التنزيل" ملاحظة ما يلي:
1 ـ ذكر في مقدمة تفسيره أسانيده إلى تفسير كل من عبد الله بن عباس، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، ورفيع بن مهران، ومحمد بن كعب القرظي، وزيد بن أسلم، ومحمد بن السائب الكلبي، والضحاك بن مزاحم الهلالي، ومقاتل بن حيان، ومقاتل بن سليمان، والسدّي) (2).
ويلاحظ على الأسانيد التي ذكرها:
أ ـ اقتصر في تخريج تفسير ابن عباس على ما رواه معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة الوالبي عن عبد الله بن عباس، مع ما في هذا الطريق من الانقطاع لـ "ان ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس التفسير، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير". وكذلك اعتمد في تفسيره على ما روي عن طريق عطية العوفي وعكرمة عن ابن عباس دون ذكر بقية الطرق التي تزيد على ذلك بكثير.
ب ـ قال عند ذكره سند تفسير الكلبي "وأما تفسير الكلبي: فقد قرأت بمرو على الشيخ أبي عبد الله محمد بن الحسن المروزي في شهر رمضان سنة أربع وستين وأربعمائة، قال: أنا
______________________
1 ـ فتاوى ابن تيمية 2 : 193.
2 ـ معالم التنزيل 1 : 28 ـ 30.