ـ(73)ـ
لحقيقتها على ضوء ما يستجد لهم من وعي وما يتطور لهم من معارف وما ينفتح لهم من آفاق.
وتطور الفهم الإنساني وتغير وعي البشر بهذه الحقائق الدينية ربما نلمح الإشارة إليه في ما روي عن الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) من أنه سئل عن التوحيد فقال: (إن الله عزّ وجلّ علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون، فأنزل الله تعال: قل هو الله أحد، والآيات من سورة الحديد إلى قوله: عليم بذات الصدور. فمن رام وراء ذلك فقد هلك)(1).
ثانياً: البعد التشريعي الثابت
جاء الدين يحمل الكثير من التشريعات والقوانين التي استهدفت تنظيم حياة الإنسان وعلاقاته في ما يرتبط بعلاقته مع ربه ومبدعه، وفي ما يرتبط بعلاقته مع الآخرين من بني جنسه، وفي ما يرتبط بعلاقته مع الطبيعة وما سخر الله له من نعم ومخلوقات. وهذه التشريعات تتأسس على مبدأين رئيسيين هما:
مبدأ الولاية الإلهية: والذي على أساسه يشرع الله سبحانه التشريعات لعباده باعتباره الولي الحقيقي لهم، ولا ولاية لأحد من الخلق على غيره إلاّ بتبع ولا يته عزّ وجلّ. وإلى هذا المبدأ أشارت العديد من آيات الذكر الحكيم، كقوله تعالى: [ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير](2).
وقوله: [إنّ الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من
______________________
1 ـ عبد علي بن جمعة الحويزي: تفسير نور الثقلين، ج5، ص706، المطبعة العلمية، إيران ـ قم، بلا تاريخ.
2 ـ البقرة: 107.