ـ(47)ـ
أو ذات العلاقة به من قريب، أو بعيد، سواء كانت هذه الاختصاصات دينية، أم وضعية. أكاديمية أم غير أكاديمية، كالعلوم، والنظريات اللغوية، والقانونية، والأكاديمية الحديثة.
ولعل الحاجة الأولى، والاهم، والأقرب إلى المستطاع تتمثل بضرورة التواصل الفكري في الميدان الأصولي بين المدرستين: السنية، والإمامية. فانهما مدرستان غنيتان، لكن كلاً منهما منفصلة عن الأخرى في الخط، والمنهج، والمعطيات، ولو أنهما تعاونتا، وتعاضدتا لعمّهما رخاء فكري كبير، وازدهار علمي ليس بعده ازدهار. فكما أثريت المدرسة الإمامية من خلال حلبة البحث الفكري المطرد، والمتوثب طيلة القرنين الماضيين، فان الفكر الأصولي الإسلامي العام يمكنه أن يزدهر أكثر إذا ما تلاقحت أفكار المدرستين مع بعضهما، فاستعانت المدرسة السنية بما تختزنه المدرسة الإمامية من معطيات، ومنهاج، ونظريات، وسلكت المدرسة الإمامية الاتجاه نفسه، وتلاقحت خزائن القرون المتطاولة لكلتا المدرستين مع بعضها.
وكمثال على ذلك تجد أن المدرستين تناولتا موضوع السنة الشريفة بالدراسة، والتحليل العلمي بدرجات، وأشكال ومناهج مختلفة، وكانت النتائج متفاوتة أيضا. ولو أنا توفرنا على دراسة هذا الموضوع الحيوي، والمهم من التشريع الإسلامي بشكل مقارن لخرجنا بنتائج تغني المدرستين معاً، وتسهم في ترشيد الحركة الأصولية الإسلاميّة بصورة عامة، وبالشكل الذي يؤدي إلى تحقيق الغرض المطلوب من علم الأصول.
مكانة السنة لدى المسلمين:
تحتل السنة مكانة خاصة لدى المسلمين، تأتي بالمرتبة الثانية بعد القرآن