ـ(41)ـ
5 ـ حقيقة أخرى أنّ المشتركات في حديث الفريقين لفظاً ومعنى أو معنى فقط كثيرة جداً وعندنا في "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة" مشروع بدأنا به، وهو جمع الأحاديث المشتركة "وإذا قدّر الله تعالى إنجاز هذا العمل فسوف يضاف إلى المكتبة الإسلاميّة ما تقر به الأعين وتطمئن إليه الأنفس، والذي يجمع المسلمين حول مائدة واحدة فيجمع الله بها كلمتهم إنّ شاء الله، وهي حصيلة جهودهم في حقل الفقه والكلام والتفسير والسيرة وغيرهما. كما أن عندنا مشروعاً آخر لجمع الرواة المشتركين بين الفريقين والتعريف بهم والاستيثاق من رواياتهم.
6 ـ وأخيراً من أطّلع على تلك الحقائق لا يشك في أن التفقه لا يتم، والاجتهاد لا يتكامل، واستفراغ الوسع ـ على حد تعبيرهم في استنباط الأحكام لا يحصل إلاّ بالرجوع إلى روايات الفريقين الموثوق بها عندهم، وعرض بعضها على بعض وعرض الجميع على كتاب الله. وبدون ذلك لا يحصل الوثوق بالأخبار، ولا يجوز الفتيا بها في الأحكام، ولا تركن النفس إليها في العقيدة والشريعة، ولا في التفسير والسيرة هذا موجز الكلام في السنة عدل الكتاب.

ثانياً: السنة عدل البدعة
وجاءت السنة عدلاً للبدعة في الروايات وفي لسان علماء الدين فقد جاء في حديث ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله): "سيلى أموركم بعدي رجال يطفئون السنة بالبدعة"(1).
وهناك حديث معروف: "ما تركت سنة إلاّ وقد عملت بها بدعة"(2). وعن علي (عليه السلام): "وما أحدثت بدعة إلاّ تركت بها سنة...
______________________
1 ـ جامع العلوم والحكم لابن رجب 332.
2 ـ وفي كتاب الوافي ط أصفهان ج1 / 260 عن علي (عليه السلام): ما اتبدع أحد بدعة إلاّ ترك بها سنة.