ـ(34)ـ
في آخر مطافها أي الأحاديث، سواء ما ثبت منا في كتب السيرة، أو في كتب السنّة فإنها هي الأساس والمعتمد لكل ما يرجع إليه المسلمون بعد كتاب الله في السيرة والسنّة، وفي العقيدة والشريعة، وفي الآداب والحكم، وفي المواعظ والعبر.
ومن هذا المنطلق فنحن نركز في هذا البحث على السنة بمعنى "الأحاديث" اعتباراً بها كمصدر للسنّة وللسيرة معاً إلماما إلى دورها في وحدة المسلمين وتوحيد صفوفهم، وفي التقريب بين المذاهب الإسلاميّة، لو اتخدت طبق الموازين والأسس العلميّة، وتحذيراً عن اتخاذها وسيلةً للتفريق والتشتيت بين المسلمين، وذريعةً لاختلاف كلمتهم، لو لم يطبّق عليها تلك الأسس. ولنبدء بمعنى السنة في مسيرتها وما عرضتها من الأحوال، أو لحقتها من المعاني.

السنة:
السنة في اللغة: الطريقة والأسلوب، وفي عرف المسلمين، هي عبارة عن سنة النبي (عليه السلام) ويعبر عنها وعن القرآن الكريم عند الفقهاء بالكتاب والسنة، هذا هو المعنى العام للسنّة الشايع لحد الآن، وللسنة عند العلماء معاني أخرى ألحقت بها وإليكم التوضيح:

أولاً: السنة عدل الكتاب
السنّة عدل الكتاب تعتبر أحد الركنين الرئيسيين للشريعة الإسلاميّة، وكلّ ما عداهما مما يعتبره أرباب المذاهب الإسلاميّة دليلا ومستنداً لهم في الدين وفي مجال الشريعة، فكلّها مقتبس أو مستنبط من الكتاب أو السنة، أو لابدّ وأن يكون مستنداً إليهما: مثل الإجماع والقياس، والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها