ـ(206)ـ
والخطباء والمحدثين الثقات .
أسلم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يلقه، وهاجر من الحجاز إلى البصرة في خلافة عمر بن الخطاب، وولي قضاء البصرة في خلافة علي، وقد شهد مع علي (عليه السلام) الجمل وصفين وكان من أكابر أصحابه.
علم النحو:
قال يعقوب الحضرمي: حدثنا سعد بن مسلم الباهلي، حدثنا أبي عن أبي الأسود قال: دخلت على علي فرأيته مطرقا . فقلت: فيم تتفكر يا أمير المؤمنين ؟ قال: سمعت ببلادكم لحناً، فأردت أن أضع كتاباً في أصول العربية، فقلت: أن فعلت هذا أييتنا. فأتيته بعد ذلك فألقى ألي صحيفة فيها:
الكلام كلّ اسم، وفعل، وحرف، فالاسم ما انبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما انبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل، ثم قال لي: زده وتتبعه، فجمعت أشياء ثم عرضتها عليه (1).
وقال المازني: السبب الذي وضعت له أباب النحو أن بنت أبي الأسود قالت له: ما أشد الحر، فقال الحصباء بالمرضاء، قالت: إنّما تعجبت من شدته، فقال: أو قد لحن الناس ؟ ! فأخبر بذلك عليا (عليه السلام) فأعطاه أصولاً بنى عليها، وعمل بعده عليها.
وهو أول من نقط المصاحف، وأخذ عنه النحو عنبسة الفيل، وأخذ عن عنبسة ميمون الأقران، ثم أخذ عن ميمون عبدالله بن إسحاق الحضرمي، وأخذ عنه عيسى بن عمر، وأخذ عنه الخليل بن أحمد، وأخذ عنه سيبويه، وأخذ عنه سعيد
______________________
1 ـ سير أعلام النبلاء، الذهبي 4: 83 ـ 84.