ـ(204)ـ
وقال أبو أحمد بن عدي: (1). له أحاديث ونسخ وعامتها مستقيمة، إذا روى عنه ثقة وهو من أهل الصدق في الروايات، وإن كان مذهبه مذهب الشيعة.
وقال ياقوت الحموي: كان قارئا فقيها لغويا إمامياً ثقة عظيم المنزلة جليل القدر.
ويكفي أبان بن تغلب منزلة وعلماً ما قاله في حقه أبو عبدالله الصادق (عليه السلام)، وهو ما رواه عنه مسلم بن أبي حبة قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) في خدمته، فلما أردت أن افارقه ودعته، وقلت: أحب أن تزودني، قال: أئت أبان بن تغلب، فانه قد سمع مني كثيراً فما روى لك عني فاروه عني .
قال المصنف عفا الله عن سياته: ولقد أعجبتني شخصية أبان بن تغلب رضي الله عنه عقلاً وعلما وديانة وصدقا وبعداً عن التعصب الطائفي، فقلت هذه الأبيات:
أبان حليف العلم كهلاً ويافعاً ومستنبط الفكر القويم وكاسبه
ومحتضن للصدق غير محايد وإن جلجات أخطاره ونوائبة
تنزه عن أس التعصب وارتقى فطابت مراقيه وجلت مناقبه
ومن يك ذا عقل سما به عقله عن الأفق الأدنى تضيق مذاهبه

شبهة الغلو:
اعتبر عدد قليل من الباحثين أبان بن تغلب غاليا في التشيع، ومن هؤلاء ابن عدي ـ من القدماء ـ وخير الدين الزركلي ـ من المعاصرين ـ ولكن مارموه به من الغلو بعيد جداً، فإن أبان في دينه وفضله ووفور عقله أجلّ من أن يكون غالباً، كما
______________________
1 ـ كما نقل عنه الحافظ جمال الدين المزي في باب الكمال .