ـ(174)ـ
اختلافهما، فالمرجع في تعيينه يكون بالقرعة.

القضاء مسؤولية عظيمة:
لقد أولى الإسلام القضاء المسؤولية الكبرى أمام الله، والمجتمع، فقد روي (عن ابن عباس "رض" عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: من جعل قاضياً فقد ذبح بغير سكين ! فقيل: يا رسول الله، وما الذبح ؟ قال: نار جهنم) (1).
فنحن نرى تحذيراً شديداً في هذا الحديث الشريف لمن يتولى منصب القضاء، فيجب أن يعلم في نفسه الكفاءة العلمية، والقدرة على الحكم، واحقاق الحق، وإلاّ، فالنار موعده.

الشروط التي ينبغي توفرها في القاضي:
لقد شدد الإسلام في شروط من يصلح للقضاء، وذلك لأن القضاء مسلط على دماء، وأعراض، وممتلكات الناس، وهو الذي يحكم، ويفصل في كلّ ذلك، فينبغي في رجال القضاء توفر شروط دقيقة، وهذه الشروط قد جاءت في قول الإمام علي (عليه السلام) لقاض: (هل تعرف الناسخ من المنسوخ ؟ قال: لا، قال: فهل أشرفت على مراد الله عزّوجلّ في أمثال القرآن ؟ قال: لا، قال: إذا هلكت، وأهلكت".
والمفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن، وحقائق السنن، وبواطن الإشارات، والآداب، والإجماع، والاختلاف، والاطلاع على أصول ما اجتمعوا عليه واختلفوا فيه، ثم إلى حسن الاختيار، ثم إلى العمل الصالح، ثم الحكمة، ثم
______________________
1 ـ عوالي اللآلي / ج 2 ص 342، "وقد روى هذا الحديث: أبو داود والترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه "انظر: فقه السنة للسيد سابق ج 3 ص 207 الحاشية"، شرح الجامع الصحيح للإمام ابن عمرو الاباضي / ج 3 ص 248.