ـ(163)ـ
براون" من أنصار المشروطة؟!
آثار الهزيمة أمام الروس
الأسئلة المذكورة دفعتني إلى جانب غيرها من الدوافع إلى السعي لدراسة المشروطة بمعزل عن الالقاءءات الكسروية، وأبحث عن جذورها ولما كانت الفكرة أساسا من واردات الغرب فلابد من متابعة تاريخ التغرب في إيران عدت إلى تاريخ الصفويين وعهد الشاه طهماسب وقضايا الاخوة "شرلي"، ووقفت عند عصر "فتح علي شاه"، لأن علاقات إيران بالغرب قد اتسعت في هذا العصر، وكنا نعاني آنئذ من الحروب الإيرانية ـ الروسية. وبدأت البعثات الدراسية إلى أوروبا ... إلى آخر مسلسل الأحداث.
نفس هزيمة إيران أمام روسيا كانت لها آثار عظيمة أهمها الهزيمة النفسية فرجالنا رؤوا هزيمة المجاهدين الايرانيين رغم قوة عقيدتهم وجسامة تضحياتهم .. هزيمتهم أمام قوة "التكنولوجيا" فأقدموا على إيفاد الطلاب إلى الغرب، وكان لهؤلاء الموفدين لدى عودتهم أثر كبير على التحولات الفكرية في إيران فقد بلغ الانبهار بهؤلاء درجة دفعتهم إلى تقليد أعمى وأسقطت بعضهم في فخ العمالة والتبعية وبيع المقدرات وذكرنا نموذجا من هؤلاء حين تحدثنا عن "أبو الحسن خان الايلجي" فهذا الاجير كان يتقاضى ألف روبية شهريا ثمنا لعمالته وفي معاهدة العار المسماة "معاهدة گلستان" توسط، من أجل أن يجبر تقصيره أمام الإمبراطورية، لتسليم مناطق شمال غربي إيران إلى روسيا .. وكانت مواقفه من أولى محاولات تصدي المستغربين لمعارضة الإسلام.
جماعة معارضي الإسلام كانت على نحوين: الأولى ذكية فطنة، نجدها جميعا تتغذى من مائدة سفارة واحدة والثانية ـ غبية تردد كالببغاء ما يقوله لها