ـ(155)ـ
وكاتب رواية "جرح ارمنستان". وبقدر ما كان ميرزا فتح علي ساخطا على المسجد كان أبو فيان ناقما على الكنيسة"(1).
"... في دفتر حياة الميرزا فتح علي وكتاب أفكاره تشاهد بوضوح أصالته الإيرانية. كان في السادسة عشرة من عمره حين فصلت القفقاس بحراب الجيش الروسي عن أرض إيران. قضى خمسين عاما من عمره في القفقاس القابعة تحت حكم الأجنبي. وعمل أربعين عاما في جهاز نفس تلك الحكومة الأجنبية، لكن أصالة شخصيته كانت ثابتة دائماً. كان منشدا إلى إيران طوال الوقت، يتحدث باستمرار عن هموم شعب إيران والقفقاس، والروح الشعبية تشكل سدى ولحمة أفكاره وعواطفه. وهو بنفسه يقول: وإن كنت على الظاهر تركيا، فان أصلي من الفرس.. وأرجو أن يعلم الإيرانيون أنني ابن الفرس ووطني إيران"(2).
ويقول فريدون آدميت في موضع آخر من كتابه:
"ميرزا فتح علي كان رجلا ذكيا موهبا وكان يتمتع ـ كما يقول هو عن نفسه ـ بوحدة الذهن… كثير المزاح وفطن وقوي الملاحظة. وكان أحيانا يلقي الحديث الجادّ في أسلوب مازح. ومن الناحية النفسية كان رجلا متعادلا، وكان يتمتع بحياة هانئة مرفهة.."(3).
وقفة أطول عند أفكار آخوندزاده
من أجل أن نطّلع أكثر على أفكار واحد من روّاد التغرّب في إيران نقف أكثر عند أفكار آخوندزاده. يقول فريدون آدميت:
"فكرة إصلاح الخط وتغيير الحروف الهجائية من آثار التفاعل بين
______________________
1 ـ الكتاب المذكور : 16.
2 ـ نفس المصدر : 22.
3 ـ نفس المصدر : 20.