ـ(147)ـ
تنفيذ خطة نابليون، واتجهت جهودهم بالدرجة الأولى صوب إيران التي كانت تعتبر يومئذ بوابة الهند.
"السير هاردفورد جونز" و "السير جان ملكم" وهما من كبار أساتذة الماسونية يدخلون إيران، ويذكر جونز في مذاكرته: "… لقد أدخلت في الماسونية ما استطعت من رجال إيران ووفّرت الأجواء لقدوم السير جان ملكم"(1).
فتح علي شاه الذي كان يعاني من عجز في الميزانية ومن النفقات الباهضة لبلاطه وبيت حريمه اضطر إلى تأمين احتياجاته عن طريق أخذ الرشوة تحت عناوين مختلفة من الأوربيين.
حاشية الشاه اقتدوا بالشاه في أخذ مثل هذه الرشاوي. على سبيل المثال وزير خارجيته "ميرزا أبو الحسن خان الشيرازي"، الذي شغل قبل ذلك منصب سفير إيران في بريطانيا، كان يتقاضى راتبا شهريا بمبلغ ألف روبية من شركة الهند الشرقية، منذ سنة 1810 حتّى وفاته سنة 1846، ومن الطريف أنّه تقدم سنة 1843 بطلب إعطاء نصف هذا المبلغ لولده بعد وفاته!(2) هذا الطلب رفضه "اللورد بالمرستون" وزير خارجية بريطانيا آنئذ. وسنعود إلى الحديث عن ميرزا أبو الحسن هذا في مناسبة أخرى.
"جان ويليام كي" البريطاني يتحدث في كتابه: "تاريخ الحروب الأفغانية" عن مهمة السيرجان ملكم والسير هاردفورد جونز، وتوزيعهما الرشاوي على الشاه وحاشيته ويقول:
"كان ملكم يحل مهمة الدخول في محادثات مع إيران عن أحد طريقين: الأول: إعطاء 300 ـ 400 ألف روبية على شكل قرض لمدة ثلاث سنوات إلى
______________________
1 ـ مذكرات جونز، نقلا عن رائين، مصدر مذكور 1/16.
2 ـ وثائق وزارة الخارجية البريطانية 142/60، نقلا عن رائين، مصدر مذكوراً/334.