ـ(11)ـ
الألباب](1). وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:"هو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق… فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره… فإنّ التفكّر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور"(2).
وإلى هاتين القاعدتين أشار الإمام بدر الدين الزركشي بقوله: "أصل الوقوف على معاني القرآن التدبّر والتفكّر، واعلم أنّه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي حقيقة ولا يظهر له أسرار العلم من غيب المعرفة وفي قلبه بدعة أو إصرار على ذنب أو كبر أو هوى أو حبّ الدنيا، أو يكون غير متحقق الإيمان، ضعيف التحقيق، وهذه كلّها حُجُبٌ وموانع وبعضها أكد من بعض"(3).

القاعدة3 ـ تفسير القرآن بالقرآن
الفحص البالغ عن الآيات التي لها صلة وارتباط وثيق بما يبحث عنه من المفاهيم والموضوعات القرآنية، سواء في جانب المفردات والتصوّرات، أو في جانب التراكيب والتصديقات، اشتهر بـ"تفسير القرآن بالقرآن" وله أثر منذ القديم في تأريخ التفسير حتّى في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة، وسنرجع إليه عند البحث عن نشأة التفسير وتطوّره. وفي هذا يقول الزركشي: "أحسن طريق التفسير أن يفسّر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فقد فصّل في موضع آخر، وما اختصر في مكان فإنّه قد بسط في آخر"(4).
وأصل هذا مروي عن الإمام علي (عليه السلام) حيث قال: "كتاب الله تبصرون به، وتنطقون به، وتسمعون به، وينطق بعضه ببعض، يشهد بعضه على
______________________
1 ـ ص: 29.
2 ـ الكليني، الكافي، الأصول، الجزء2، كتاب فضل القرآن، الفصل1، الحديث2.
3 ـ الزركشي، البرهان في علوم القرآن 2: 180.
4 ـ المصدر نفسه: 175.