ـ(92)ـ
معينةٍ أو لمذهبٍ معينٍ، بل كان يرجو القوة والعزة للأمة الإسلاميّة، وعمل في كل قطرٍ على المذهب السائد فيه، ولأجل هذا فبعضهم يعتقد أنّه كان من أسد آباد همدان في إيران، وأن مذهبه كان جعفرياً، وبعضهم يعتقد أنه كان أفغانياً، وأن مذهبه كان حنفياً، ويدل هذا الإبهام على أن جمال الدين كان يتجنب كل شيءٍ يؤدي إلى الفرقة بين المسلمين مهما كان بسيطاً.
ومن الشخصيات المهمة التي لها تأثير كبير في توحيد صفوف المسلمين وإزالة العناد من بينهم هو: الفيلسوف والمفكر والشاعر العلامة محمد إقبال اللاهوري، فقد دعا العلامة إقبال اللاهوري في بيان لـه أسماه (رسالة الشرق) إلى توثيق الاخوة الإسلاميّة ووحدة الصف، ونسيان جميع الخلافات المذهبية والقومية والعنصرية، وكانت نظرة إقبال لا تحدها الحدود الجغرافية، ولا الاجتهادات الفقهية، وتظهر فكرة توحيد المسلمين كقوةٍ عالمية في شعر إقبال واضحة. فقد دعا إقبال المسلمين أن يتحدوا من ضفاف النيل إلى نهاية (كاشجر) ليحاموا عن حرماتهم، ولا شك أن العلامة إقبال أضاء نوراً جديداً في أفق المجتمع الإسلامي المظلم خاصةً في شبه القارة الهندية.
ومن الشخصيات الأخرى التي لها حق كبير على الاخوة الإسلاميّة هو: الشهيد حسن البنّا، والذي كان لـه دور كبير في إنقاذ الجيل الجديد من التيه والضياع، وإزالة سحر الحضارة الغربية، وإعادة الثقة للمسلمين، والدفاع عن الإسلام حضارة وشريعة وسياسة، وأساساً لوحدة الأمة الإسلاميّة، ومازال إخواننا في مصر أكثر استعداداً لقبول الوحدة.
وإن كان عدد الذين عملوا على القضاء على الأخوة الإسلاميّة بين السنة والشيعة لا يعد ولا يحصى ولكن مع هذا كله قام عدد كبير من القادة المجاهدين والعلماء الصالحين في كل عصر بدعوة الأمة إلى الوحدة والتضامن الإسلامي، ولهذا لا يمكنني أن أستقصي جهود جميع هؤلاء، ولكن أذكر بعض الأسماء منهم: الشيخ محمد عبده التلميذ والزميل الثوري لجمال الدين، الذي كان منهجه نفس منهج جمال الدين، ومنهم: أبو الأعلى المودودي وجماعته الذين بذلوا جهوداً كثيرة في إنماء الروح