ـ(167)ـ
المسلمين هم الضحية الأولى في هذه الحرب.
وأخيراً بحجة إنقاذ آلاف الأطفال المهددين بالخطر تقلوا إلى هولندا عدة مئات من الأطفال المسلمين لتربيتهم على الطريقة المسيحية، ولقطع الصلة بينهم وبين الإسلام.
العالم يتفرج اليوم:
والأعجب من ذلك كله أن ينظر العالم اليوم بأم عينيه إلى ما يجري من هتك وسحق لكل القيم البشرية والأعراف الدولية ولا يحرك ساكناً، مما يجعل الشعب البوسني بشعر بخيبة الأمل واليأس من الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان وأملهم الوحيد هو في إخوتهم المسلمين في البلاد الإسلاميّة بأن يمدوا لهم يد النجدة والعون، إذ أن ردود الفعل العالمية والمؤسسات الدولية تجاه ما يجري في البوسنة تبعث على الدهشة والاستغراب، فإن جمهورية البوسنة والهرسك قد تم الاعتراف بها رسمياً من قبل المجتمع الدولي وقبلت عضواً في الأمم المتحدة، وتم التجاوز على أراضيها وانتهاك سيادتها الوطنية من قبل الصرب وبمنتهى الصلف. فيا ترى ما هو الموقف المترقب ممن كان بالأمس يذرف الدموع منادياً بظلامه كويت النفط، ويجيش الجيوش من كل صقع ومكان لتحرير آبار النفط؟ إنه مخجل حقا أن يقابل هذا الاعتداء في قلب أوربا باللامبالاة التامة وعدم الاكتراث، والاكتفاء بالقرارات الباهتة في دعوة الأطراف إلى وقف إطلاق النار الذي لم يعد لـه أي مفهوم عند الصرب، ولعل أقوى قرار صدر عن الأمم المتحدة وعن المجموعة الأوربية هوقرار (المقاطعة الاقتصادية والحضر التسليحي) على يوغسلافيا، ولكن من هو المتضرر الحقيقي بهذا القرار؟!.
إن صربيا قد ورثت الجيش اليوغسلافي بكل عدته وعديده في حين لا يمتلك البوسنيون سوى الأسلحة الخفيفة، وهذا ما يكفي في تقييم قرارات من هذا القبيل وبيان بعدها عن العدالة، هذا إضافة إلى سيل المساعدات التي تنهال على صربيا من